ام تتوب علي يد ابنتها قصة مؤثرة

ام تتوب علي يد ابنتها


كانت زينب جالسة حين استقبلت والدتها جارتها التي قدمت لزيارتها  كادت الأم تصعق وهي ترى ابنتها لاتتحرك من مقعدها للترحيب معها بالجارة الطيبة التي بادرت إلى بسط يدها لمصافحة زينب لكن زينب تجاهلتها ولم تبسط يدها للجارة الزائرة  وتركتها لحظات واقفة باسطة يدها أمام ذهول أمها التي لم تملك إلا أن تصرخ فيها  قومي وسلمي على خالتك ردت زينب بنظرات لامبالية دون أن تتحرك من مقعدها كأنها لم تسمع كلمات امها

أحست الجارة بحرج شديد تجاه ما فعلته
زينب ورأت فيها مسا مباشرا بكرامتها  واهانة لها  فطوت يدها الممدودة والتفتت تريد العودة إلى بيتها وهي تقول يبدو أنني زرتكم في وقت غير مناسب

هنا قفزت
زينب من مقعدها وأمسكت بيد الجارة وقبلت رأسها وهي تقول سامحيني يا خالة والله لم أكن أقصد الإساءة إليك وأخذت يدها بلطف ورفق ومودة واحترام ودعتها لتقعد وهي تقول لها تعلمين يا خالتي كم أحبك وأحترمك
نجحت
زينب في تطيب خاطر الجارة ومسح الألم الذي سببته لها بموقفها الغير مفهوم بينما أمها تمنع مشاعرها بالغضب من أن تنفجر في وجه ابنتها

قامت الجارة مودعة فقامت
زينب على الفور وهي تمد يدها إليها وتمسك بيدها الأخرى يد جارتها اليمنى لتمنعها من أن تمتد إليها وهي تقول ينبغي أن تبقى يدي ممدودة دون أن تمدي يدك إلي لأدرك قبح ما فعلته تجاهك
لكن الجارة ضمت
زينب إلى صدرها وقبلت رأسها وهي تقول لها ما عليك يابنتي لقد أقسمت إنك ما قصدت الإساءة
ما إن غادرت الجارة المنزل حتى قالت الأم لز
ينب في غضب مكتوم مالذي دفعك إلى هذا التصرف

قالت أعلم أنني سببت لك الحرج يا أمي فسامحيني
ردت أمها تمد إليك يدها وتبقين في مقعدك فلا تقفين لتمدي يدك وتصافحيها
قالت
زينب أنت يا أمي تفعلين هذا أيضا صاحت أمها  أنا أفعل هذا يازينب
قالت نعم تفعلينه في الليل والنهار

ردت أمها في حدة وماذا أفعل في الليل والنهار
قالت
زينب يمد إليك يده فلا تمدين يدك إليه
صرخت أمها في غضب من هذا الذي يمد يده إليّ ولا أمد يدي إليه

قالت
زينب الله يا أمي  الله سبحانه يبسط يده إليك في النهار لتتوبي  ويبسط يده إليك في الليل لتتوبي  وأنت لاتتوبين لاتمدين يدك إليه تعاهدينه على التوبه صمتت الأم وقد أذهلها كلام ابنتها 
واصلت
زينب حديثها أما حزنت يا أمي حينما لم أمد يدي لمصافحة جارتنا وخشيت من أن تهتز الصورة الحسنة التي تحملها عني أنا يا أمي أحزن كل يوم وأنا أجدك لاتمدين يدك بالتوبة إلى الله سبحانه الذي يبسط يده إليك بالليل والنهار يقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ( إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها ) رواه مسلم

فهل رأيت يا أمي ربنا يبسط إليك يده في كل يوم مرتين وأنت تقبضين يدك عنه ولا تبسطينها إليه بالتوبة
اغرورقت عينا الأم بالدموع .

واصلت
زينب حديثها وقد زادت عذوبته أخاف عليك يا أمي وأنت لاتصلين وأول ما تحاسبين عليه يوم القيامة الصلاة  وأحزن وأنا أراك تخرجين من البيت دون الخمار الذي أمرك به الله سبحانه، ألم تحرجي من تصرفي تجاه جارتنا أنا يا أمي أحرج أما صديقاتي حين يسألنني عن سفورك  وتبرجك بينما أنا محجبة
سالت دموع التوبة مدرارا على خدي الأم وشاركتها ابنتها فاندفعت الدموع غزيرة من عينيها ثم قامت إلى أمها التي احتضنتها في حنو بالغ ، وهي تردد  تبت إليك يا رب تبت إليك يارب

قال تعالى ( ومن يغفر الذنوب إلا اللـــــه ) لقد رآك الله وأنت تقرأ هذه الكلمات ويرى ما يدور في قلبك الآن وينتظر توبتك فلا يراك حبيبك الله إلا تائبا




هل أعجبك الموضوع

تعليقات
0 تعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شارك

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More